المعالجة المحاسبية للأراضي والمباني :
لقد تم إرتكاب خطأين بمخالفت للمبادي المحاسبية المقبولة عموما GAAP وهما عدم فصل الأصلين عن بعضهما وأستهلاك الأراضي
عدم فصل تكلفة الأراضي عن تكلفة المباني ، فهما أصلان ذوا طبيعة مختلفة فالأراضي أصل ثابت غير خاضع للأستهلاك ، أما المباني فهو اصل ثابت يتوجب إستهلاكه وفق عمره الانتاجي المحدد وبالتالي لا يجوز دمجهما مع بعضهما في حساب واحد انسجاما مع مبدا الأفصاح التام Full Disclousre كما ان كل اصل لوحده مهم نسبيا Material فلا يمكن تبرير الدمج أيضا لذلك على المحاسب فصل حساب الأراضي واثباته وفق التكلفة التاريخية /80000/دينار واثبات المباني ايضا بتكلفتها التاريخية /90000/ 170000-8000/
خطا استهلاك الأراضي فالأراضي أصل غير قابل للأستهلاك حيث لا تتدنى منافعه المتوقعة مستقبلا بالأستخدام أو مرورالزمن ( عمره الأنتاجي ليس محدد) ولا يمكن اعتبار تكوين مجمع استهلاك الأراضي تطبيقا لقيد او سياسة الحيطة والحذر Conservatism فتكوين مجمع استهلاك لهذا الأصل يعني في الواقع الأمر تكوين احتياطات رأسمالية سرية hidden Reserves وهذا مخالف لمبدأ الأفصاح التام وللتطبيق السليم لقيد الحيطة والحذر وتصبح القوائم المالية غير صادقة التمثيل وبالتالي غير موثوق بها Unreliable .
لذلك يجب استبعاد استهلاك الأراضي واجراء التصحيح للازم باعتباره من أخطاء الدورات المحاسية السابقة ويتطلب التصحيح رقم الأرباح المحتجزة Retain Earnings انسجاما مع مطلب النظرية المحاسبية والمعايير الدولية إذا لا يجوز تصحيح أخطاء سنوات سابقة في قائمة دخل الدورة الجارية ( مخالف لفرض استقلالية نتائج كل دورة على حدة ومخالف مبدأ مقابلة الأيرادات بالمصروفات ، ومخالف لضرورة توافر خاصية قابلية البيانات المحاسبية للمقارنة والاستفادة منها في تقويم الأداء والتنبؤ لاتخاذ القرارات )
يتم تحديد مجمع استهلاك الأراضي المكون عن السنتين السابقتين لغرض استبعاده والإبقاء على مجمع استهلاك المباني :
قسط الأستهلاك السنوي للأصلين = 10200÷ 2= 5100 دينار
معدل استهلاك السنوي المعتمد = 5100÷ 170000= 3% سنويا
مجمع إستهلاك الأراضي عن سنتين = 80000× 3% ×2= 4800 دينار
4800 ح/ مجمع استهلاك المباني والأراضي
4800 ح/ الأرباح المحتجزة
ويبقى رصيد مجمع استهلاك المباني /5400/ دينار (10200-4800 )عن السنتين السابقتين
وفيما يخص العام الحالي 2003 فيتم الإعتراف بمصروف استهلاك المباني واقفاله في قائمة الدخل بمبلغ /2700/ (90000×3%) وبذلك يصبح مجموع مجمع استهلاك /8100/ دينار عن ثلاث سنوات يطرح تكلفة المباني /90000/ باعتباره حسابا مقابلا contra account بيحث تنتج القيمة الدفترية book Value للمباني
أخيرا بالنسبة لارتفاع القيمة السوقية للأراضي وللمباني ، فأن المعايير المحاسبية الدولية تتجاهل تغيرات أسعار الأصول خصوصا الأصول الثابتة .
إن الموقف العام في التطبيق العملي هو اعتماد التكلفة التاريخية للأصول عنداقتنائها فهناك مجموعة متكاملة من الفروض والمبادي والقيود تؤيد تطبيق منهج التكلفة التاريخية :
1- فرض وحدة القياس النقدي بالعملة الوطنية ، الدينار مثلا ، حيث يفترض أن دينار البارحة يساوي دينار اليوم، أي افتراض عدم تغير القوة الشرائية لودة النقد وبذلك يتم تجاهل تغيرات الأسعار بعد تاريخ اقتناء الأصول وهذا الفرض مقبول عموما من مجلس معايير المحاسبية المالية FASB في الولايات المتحدة ( وهي المجلس المختص بإصدار المعايير وتعديلها ) ومقبول أيضا من لجنة معايير المحاسبية الدولية
2- أعتماد مبدأ التكلفة التاريخية Historical Cost Principle ويتم اشتقاق هذه المبدأ من الفرض السابق . وهذا المبدأ هو من أهم المبادئ المحاسبية المقبولة عموما .
3-مبدأ الاعتراف بالأيرادات الذي يعترف بالإيراد عند البيع ، اي يعرف بالإيرادات وبالتالي الأرباح والمكاسب المحققة فعلآ لذلك لا يعترف بالمكاسب المحتملة الناجمة عن ارتفاع أسعار السوق
4-قيد الحيطة والحذر ، والذي يمكن تسميته أيضا بسياسة التحفظ عند تقوم الأصول . فطبقا لهذا القيد لا يعترف بالمكاسب المحتملة ولكن يعترف بالخسائر المحتملة . ويتضح هذه الموقف بالقبول العام للقاعدة الشهيرة : التكلفة او ا لسوق ايهما اقل
5-يجب أن تتوفر في المعلومات المحاسبية ، حتى تصبح مفيدة في أتخاذ القرارات خاصية قابلية التحقق verifiable ، أي إمكانية تدقيقها والتحقق من صحتها وبالتالي كونها موثوق بها ., وتقدير ارتفاع أسعار الأراضي والمباني ، هو غالبا غير موثوق به ، لعدم توافر سوق نشطة وعدم إمكانية تحديد قيمة عادلة مقبولة من جميع الأطراف المستفيدة من المعلومات المحاسبية .
الخلاصة : أن المجموعة النقاط السابقة تؤيد المعالجة المحاسبية المقبولة عموما ، وهي عدم الاعتراف بتغيرات القيمة بعد اقتناء الأصل ، اي اعتماد التكلفة التاريخية وتجاهل تغيرات الأسعار . ولكن، من ناحية ثانية يمكن الإفصاح عن تغيرات الأسعار الأصول في صورة ملاحظات إضافية على القوائم المالية - هذا ما جاء في كتاب مدخل النظرية المحاسبية للدكتور رضوان حلوه انصح الجميع بإقتناء الكتاب [www.darwael.com